كل ما تود معرفته عن أخوات الملك فاروق

كل ما تود معرفته عن أخوات الملك فاروق

الملك فاروق إبن الملك فؤاد الأول إبن الخديوي إسماعيل والدته الملكة نازلي. لديه أربع شقيقات. إلا أن الكثير يجهل أن للملك فاروق أخت غير شقيقة، فمن تكون وما هو إسمها.


الأميرة فوقية:


هي الإبنة الأولى للملك فؤاد الأول. ولدت في ٦ أكتوبر عام ١٨٩٧ في قصر الزعفران بالقاهرة. وهي ثاني أبناء الملك فؤاد الأول من زوجته الأولى الأميره شويكار، فقد رزق الملك بطفلٍ قبل الأميرة فوقية، الأمير اسماعيل، وتوفاه الله بعد عامٍ من ولادته.

كانت هادئة، ورزينة، محبة للموسيقا. تزوجت من محمود فخري باشا وعاشت في بداية حياتها الزوجية في قصرها المطل على النيل في الدقي.

رغم هدوء الأميرة فوقية وعزلتها، إلا أن هناك بعض المحطات في حياتها والأحداث التي جعلت الصحافة تسلط الأضواء عليها.

لنتعرف على أهم محطات حياتها:

كانت الأميرة فوقية تملك بناءً في حيٍ قديمٍ يدعى خان الخليلي. وكان البناء يدعى، عمارة الأميرة شويكار. ورثت الأميرة فوقية ذلك البناء من أملاك والدتها. وكان الحي يشتهر بالأعمال اليدوية القديمة، وبيع وشراء الحاجات الأثرية العريقة فكان حياً سياحياً تجارياً.

كانت الأميرة فوقية تؤجر المحال التجارية في الطابق الأول. ولكن حصل خلاف مع أحد المستأجرين. حاولت الأميرة فوقية حل الخلاف بشكلٍ وديٍ، ولكن المستأجرين رفضو رفع الإيجار الذي كان ٦ جنيهات فقط، بل وصعدو الخلاف لأسباب لم نعرفها، ربما كان ذلك الخلاف عبارة عن رسالة مبطنة للأسرة الملكية بأنه لم يتبقى لها أي نفوذ في البلاد.

اضطرت الأميرة فوقية للجوء إلى القضاء. ووكلت المحامي أحمد رشدي الذي كان حينئذٍ علماً من أعلام القضاء. ورفعت الدعوة للمطالبة برفع الإيجار وتعويض الإيجار الذي لم يتم دفعه خلال الأشهر الأخيرة. 

حصلت الأميرة على حكمٍ مبدأيِ يؤيد حقها في الحصول على مبالغ الإيجار المترتبة على المستأجرين.

ولكن إستأنف المستأجرين الحكم وكان أحدهم من روسيا، وخسرت الأميرة الحكم في الإستئناف لسبب أنه ذكر في بنود العقد أنه يتوجب على الأميرة القيام ببعض الإصلاحات في المبنى، وبسبب بعدها عن المكان، لم تقم بأي إصلاحات. فكانت النتيجة لصالح المستأجرين. واعتبر هذا الحدث سبقاً صحفياً كونه يخص أميرة من الأسرة الحاكمة سابقاً.

لقبت الأميرة فوقية بأميرة الموسيقا العربية:

كان زوجها سفيراً لمصر في باريس وكانت الأميرة تدرس الموسيقا. وفي إحدى الحفلات التي كان يحضرها بعض كبار الموسيقيين، طُلب من الأميرة أن تعزف مقطوعتها الجديدة. لبت الطلب وعزفت بشكلٍ رائع، فنالت إعجاب جميع الحاضرين اللذين عبرو عن إعجابهم بالتصفيق الحار. استأذن أحد الحاضرين بحفظ المقطوعة التي عزفتها والتي كانت من تأليفها، وعُزفت كمثال لموسيقا الشرق الحديث. وطُلب من الأميرة أن تدرس هذه المقطوعة للطلبة ووافقت فورأً.

بسرعة البرق إنتشرت المقطوعة في الغرب رغم أن وسائل الإعلام لم تكن على نطاق واسع كما الحال الآن. وأُطلق على الأميرة فوقية إسم: أميرة الموسيقا العربية.

الصداقه المميزة والعلاقة القوية مع النجمة العالمية الأمريكية ريتا هيوارث:

كانت علاقة الأميرة مع الممثلة ريتا تقوم على المحبة والتواصل الودي، إذ أن النجمة كانت تزور مصر كل سنة مع زوجها علي خان وكانا يزوران الأميرة فوقية وزوجها محمود فخري باشا في قصر الأميرة المطل على النيل. كانت تلك العلاقة مادة دسمة للصحافة لجذبها إلى الأميرة فبرزت إعلامياً وعالمياً.

قصرها الذي باعته ووفاتها:

باعت الأميرة فوقية قصرها في الدقي لأختها الأميرة فائقة وغادرت الأميرة فوقية مصر لتعيش في زيورخ بسويسرا وعاشت في عزلة تامة في أحد فنادق زيورخ إلى أن توفيت في ٨ نوفمبر عام ١٩٧٤ ودفنت في مصر بعد موافقة الرئيس أنور السادات. 


شقيقات الملك فاروق:

الأخت الشقيقة أجمل جميلات الأرض والتي أصبحت أمبراطورة إيران:


هي الأميرة فوزية إبنة الملك فؤاد الأول، والدتها الملكة نازلي. الأخت الشقيقة للملك فاروق. ولدت في ٥ نوفمبر عام ١٩٢١ في قصر التين بالإسكندرية. تلقت تعليمها في سويسرا وأتقنت ثلاث لغات: العربية، الفرنسية، والإنكليزية.

لقب أجمل جميلات الأرض:

كانت الأميرة فوزية تتمتع بجمالٍ فتانٍ قل نظيره. وتحدث الكثير عن جمالها. فقد وصفها ونستون تشرشل قائلاً: صاحبة جمال نادر وغامض، يجبرك أن تتمعن فيه بلا كلل، إنها منحوتة فائقة الجمال .وصفها سيسل بيتون بأنها "فينوس الآسيوية". قال عنها شارل ديغول:المرأة التي ترك الرب توقيعه عليها.

وأُطلق عليها الكثير من الألقاب مثل: أجمل نساء الأرض، جميلة الجميلات، فخر الصناعة المصرية، وأجمل جميلات العالم!

زواجها الأول:

تزوجت الأميرة فوزية من إبن شاه إيران محمد رضا بهلوي. وكان مُخططاً له من قبل شاه إيران رضا بهلوي. حيث كان يعتقد أن هذا الزواج خطوة سياسية تربط بين شخصية ملكية سنية وشخصية ملكية شيعية.

كانت عائلة الشاه حديثة الثراء، حيث كان الشاه إبن أحد الفلاحين الذين دخلو الجيش الإيراني وتدرج في المناصب والرتب حتى استطاع الإستيلاء على السلطة في إنقلاب عام ١٩٢١ وكان حريصاً على تكوين صلة مع أسرة محمد علي الحاكمة لمصر حينئذٍ.

في البداية لم يوافق الملك فاروق على هذا الزواج، ولكن علي ماهر باشا _المستشار السياسي للملك فاروق _ أقنعه أن هذا الزواج سيؤدي حتماً للتحالف مع إيران ومن شأنه تحسين وضع مصر في العالم الإسلامي ضد بريطانيا.

تم الزواج في قصر عابدين في ١٥ مارس ١٩٣٩وأقيم حفل زفاف أسطوري. وذهبت الأميرة مع زوجها إلى إيران حيث أقيم لهما أيضاً حفل زفاف في طهران.

تولي محمد رضا بهلوي الحكم:

بعد عامين من الزواج تولى محمد رضا بهلوي الحكم عوضاً عن والده الذي نفي إلى جنوب إفريقية وأصبح محمد رضا بهلوي ملك إيران وبالتالي أصبحت الأميرة فوزية الملكة بعدما مُنحت الجنسية الإيرانية.

رزقت الأميرة فوزية بطفلة هي الأميرة شاهيناز بهلوي في ٢٧ أكتوبر ١٩٤٠.

الزواج التعيس:

لم يكن زواجها ناجحاً لعدة أسباب أولها أن الأميرة لم تكن سعيدة في إيران وصرحت علناً عن كرهها لطهران فكانت دائماً تفتقد لمصر. وكانت ترى إيران بلداً متخلفاً بالمقارنة مع مصر الحديثة. ولطالما كرهت الشاه والد زوجها ووصفته بأنه عنيف وعدواني.

بالإضافة إلى العلاقات المتوترة مع حماتها الملكة الأم وبناتها، والعداء الشديد بينهن لأنهن كن يعتبرن الأميرة كمنافس عنيف على محبة محمد رضا بهلوي.

وأيضاُ علاقة الزوج بنساء غيرها وكان يتفاخر بذلك علناً. كل تلك الأسباب جعلت من زواجها زواجاً فاشلاً. ووصفت زواجها بالتعيس على الرغم من كونها أمبرطورة إيران. 

أصيبت بأزمات صحية وأصبحت هزيلة وتعرضت لحالة إكتئاب حادة فعادت إلى مصر مريضة حيث تم علاجها وطلبت الطلاق وتم الإنفصال عن زوجها شريطة أن تبقى إبنتها مع والدها في إيران. وعادت الأميرة رسمياً إلى البلاط الملكي عام ١٩٤٨ واستعادت ميزاتها بنجاح كأميرة لمصر.

حياتها في مصر بعد الطلاق:

بعد طلاق الأميرة طلق الملك فاروق زوجته الأولى الملكة فريدة وأيضا بعد ذلك بفترة وجيزة غادرت الملكة نازلي مصر بحجة العلاج وبقيت الأميرة فوزية وحدها في الساحة الملكية فبدأت بالعمل لتثبت وجودها على عكس ما قيل عنها في إيران بأنها شخصية إنطوائية مكتئبة دائماً ولا يصح أن تكون ملكة زوجة الملك. فأنشأت مؤسسات خيرية من أملاكها الخاصة، ونظمت رحلات ثقافية وعلمية لإغناء مصر بجميع العلوم وللتعرف على الثقافات والحضارات الأوربية. وكانت تقوم أيضاً بزيارة المشافي ودور الأيتام والمسنين.

زواجها الثاني:

في ٢٨ مارس من العام ١٩٤٩ في قصر القبة في القاهرة تزوجت من العقيد إسماعيل شيرين الذي كان خريجاً من كلية الثالوث في كامبريدج وكان وزيراً للحربية والبحرية. كانت سعيدة جداً في زواجها هذا ولطالما كانت تصرح بذلك. عاشت مع زوجها في أحد عقاراتها في المعادي في القاهرة.

بعد ثورة الضباط الأحرار التي أطاحت بالعرش الملكي انتقلت الأميرة فوزية للعيش مع زوجها في فيلا في سموحة بالإسكندرية.

أبناءها:

أنجبت الأميرة إبن وإبنة؛ ناديا شيرين ١٩٥٠، تزوجت من الفنان يوسف شعبان، ثم تطلقت منه وتزوجت مصطفى راشد ولديها إبنتان:

إبنة من زوجها الأول سيناء شعبان ١٩٧٣وإبنة من زوجها الثاني فوزية راشد. حسين شيرين ولد عام ١٩٥٥.

كانت الأميرة فوزية خجولة، محترمة، وذكية. كانت أنيقة جداً، جمعت بين الجمال والأناقة والحشمة فكانت أزياءها مزيجاً من الأزياء الأوربية الحديثة والغموض والإحتشام العربي.

توفيت الأميرة فوزية في الإسكندرية في ٢ يوليو عن عمر يناهز ٩١ ودفنت في القاهرة في مدافن شيرين بجانب زوجها عام ٢٠١٣.


الأخت الشقيقة الثانية للملك فاروق:


الأميرة التي خدعها أحد الضباط وماتت فقيرة ومريضة، هي الأميرة فايزة. ولدت في قصر عابدين في القاهرة يوم ٨ نوفمبر من العام ١٩٢٣.

صفاتها:

كانت جذابة وهادئة، متفهمة لأغلب الأحداث والمواقف.العاقلة، الحنونة، الصديقة الصدوق للملكة فريدة، كانت تستمع دائماً لشكواها المستمرة وتذمرها من سلوك الملك وسهره الدائم خارج القصر.

كان لها دوراً فعالاً في جمعية الهلال الأحمر في مصر وحصلت على نيشان الكمال.

خطبتها وزواجها:

كانت الأميرة فايزة شخصية رومانسية، أحبت قريبها التركي محمد علي بولينت رؤوف وهو أحد أحفاد إسماعيل باشا. وقد تعلم في الغرب وعشق التمثيل والإخراج. وافق الملك فاروق على مضض ولم ترحب الملكة نازلي أيضاً بذلك إلا أن الأميرة أصرت على إرتباطها به.

تمت الخطوبة ولكن ليست بشكل رسمي عام ١٩٣٩ودامت لمدة ست سنوات علها تغير رأيها. لكن الزواج حصل عام ١٩٤٥ وكان حينئذ قد بلغ الرابعة والثلاثين.

 عاشت الأميرة فايزة مع زوجها في قصر الزهرية في الجزيرة المطلة على النيل. والذي تحول إلى إستديو كبير مليئ بمعدات التصوير. وكان يقابل فيه كبار الفنانين. 

الحدث الجلل:

وضعها أخوها الملك فاروق تحت الإقامة الجبرية بسبب الشهبات المثارة حولها وحول زوجها إثر قيامهما بفيلم منزلي عن إنقلاب عسكري قبل ستة أسابيع من أحداث ٢٣ يوليو.

أفلس الزوج وبدأت الأميرة فايزة تنفق من أموالها الخاصة. ثم غادر مصر إلى أوربا.

حياتها بعد الثورة:

منعت الأميرة من السفر، فحاولت التفاوض مع زعماء الثورة وبذكائها دفعت ماتبقى معها من أموال لأنهم صادرو جميع أملاكها المعلنة. وحصل ما أرادت وسمح لها بمغادرة مصر إلا أنها حاولت تهريب بعض مجوهراتها الثمينة مع الملحق العسكري محمد نور الدين فوافق على ذلك وأخذ معه المجوهرات إلى باريس على أمل أن يعيدها للأميرة هناك. ولكنه تهرب من مواجهة الأميرة هناك واحتفظ بكل ما كانت الأميرة قد أعطته إياه لنفسه.

مقابلة زوجها والطلاق:

قابلت زوجها وهي لا تملك أموال ولا مجوهرات. فبدأت المشاكل بينهما واشتدت الأزمات العائلية، حتى انتهت الأوضاع بهما إلى الطلاق.

السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية:

تركها زوجها وحيدة مفلسة، وكل ما تبقى معها لا يكفي لأن تعيش في باريس. إستنجدت بوالدتها الملكة نازلي ودعتها الأخيرة للعيش معها ومع شقيقتها الأميرة فتحية، سافرت إليهما، وانصدمت بأحوالهما المادية.

رأت شقيقتها تعمل كممرضة لتعيل والدتها وتربي أولادها. واضطرت للبحث عن عمل لتستطيع العيش في الولايات المتحدة الأمريكية، وعملت في محل تجاري.

وفاتها:

توفيت الأميرة فايزة في ٦ يونيو عام ١٩٩٤، عن عمر يناهز السبعين في ويستوود في لوس أنجلوس ودفنت هناك في أحد مقابر المسلمين.


الشقيقة الثالثة للملك فاروق:


هي الوحيدة دون والدتها وشقيقتها فتحية التي استجابت لأمر البلاط الملكي وعادت إلى مصر مع زوجها!

إنها الأميرة فائقة، الإبنة الثالثة للملك فؤاد الأول من زوجته الملكة نازلي. ولدت الأميرة فائقة في قصر عابدين بالقاهرة في ٨ يونيو عام ١٩٢٦.

زواجها:

في عام ١٩٤٤ تعرفت الأميرة فائقة على ضابط في تشريفات القصر، وهو فؤاد أحمد صادق. وتم ذلك في قصر المنتزه في الإسكندرية.

الملك فاروق ووالدته الملكة نازلي رفضوا الأمر نهائياً وأصدر الملك قراراً بنقله من التشريفات إلى الخارجية فعمل سكرتير ثالث للسفارة المصرية في مدريد. وعمل أيضاً في السفارة المصرية في الصين، ومنها إلى وارسو في بولندا.

مغادرة الأميرة فائقة لمصر:

حين قررت الملكة نازلي الرحيل عن مصر بحجة العلاج إصطحبت معها إبنتيها الأميرتين، فتحية، وفائقة. ذهبن إلى فرنسا، ثم إلى ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية. فسافر فؤاد أحمد صادق إلى هناك بعدما أبلغته الأميرة فائقة بموافقة والدتها على الزواج.

تم الزواج في ٥ أبريل ١٩٥٠ وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.

العودة إلى مصر بعد الزواج فوراً:

بعد الزواج بشهر فقط، إجتمع مجلس البلاط الملكي وأمر بعودة الملكة نازلي والأميرتين، فتحية وفائقة، وإلا سيحرمن جميعاً من ألقابهن، وممتلكاتهن الملكية وجميع التشريفات.

كانت الأميرة فائقة هي من إستجابت لأمر شقيقها الملك فاروق، وعادت إلى مصر في نفس العام.

وافق الملك على زواجها من فؤاد أحمد صادق مكرهاً لأنه علم بحملها فقد كان ينوي طلاقها منه إثر عودتهما إلى مصر. منح الملك فاروق فؤاد أحمد صادق لقب البكوية وتم التصديق على الزواج في ٤ يونيو ١٩٥٠، بحضور الشيخ عبد الرحمن حسين وكيل جامع الأزهر.

عاش الزوجان في قصر الدقي المطل على النيل، والذي اشترته الأميرة فائقة من أختها الأميرة فوقية عندما قررت الرحيل إلى سويسرا.

عُينت الأميرة فائقة رئيسة للهلال الأحمر المصري بموجب مرسوم ملكي. وعملت بجد وكانت جديرة بهذا المنصب.

حياتها بعد الثورة وخلع الملك:

عندما خُلع الملك فاروق، لم تكن الأميرة فائقة في مصر. حيث كانت في هلسنكي بفلندة بصحبة زوجها لحضور دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، إذ كانت ترسل الخطابات لشقيقها الملك فاروق وزوجته الملكة ناريمان لكي تصف أداء البعثة المصرية والأحداث التي تصاحب الأولمبياد.

عادت الأميرة فائقة وزوجها إلى مصر بعد خلع الملك ونفيه إلى إيطاليا، في ٢٦ يوليو ١٩٥٢ وبقيت هناك. وصودرت أملاكها ومجوهراتها كحال باقي أفراد الأسرة الحاكمة، وتم أيضاً مصادرة ٥٠٠٠ فدان ومصادرة بيتها في الإسكندرية، والذي سُمح لأسرتها باستخدامه حتى وفاتها. كما صودر قصر الدقي الذي أُيستخدم بمقر مؤقت لمجلس الدولة.

الرحيل عن مصر بعد الثورة:

إضطر زوجها للسفر في منتصف الستينات، للعمل في لبنان، ثم سافر للعمل كمستشار في اللجنة الأولمبية في السعودية. فكانت الأميرة فائقة تنتقل بين مصر ولبنان والسعودية.

أبناءها:

أنجبت الأميرة فائقة أربعة أبناء:

فؤاد صادق، ولد عام ١٩٥٠

إسماعيل، ولد عام ١٩٥٢

فوقية، ولدت عام ١٩٥٧

فهيمة، ولدت عام ١٩٦١

وفاتها:

رحلت الأميرة فائقة عن عمر يناهز السابعة والخمسين، بعد معاناة مع مرض العضال في ٧ يناير عام ١٩٨. ودفنت بمدفن عائلة زوجها في البساتين.


وأخيراً، شقيقة الملك فاروق الرابعة:


مدللة والدها الملك فؤاد الأول، كان يناديها آتي وكانت أقرب أبنائه إلى قلبه، غيرت بمحبته لها الكثير من طباعه الحادة. إلا أنه لم يكن يعلم أن الطفلة المدللة ستقوم بفعل يكون من أكثر الأحداث المحرجة في حياة شقيقها الملك فاروق. 

هي الأميرة فتحية شقيقة الملك فاروق الصغرى ولدت في ١٧ ديسمبر ١٩٣٠.

سفرها خارج مصر:

بدأت قصتها المؤلمة بسفرها مع والدتها وشقيقتها إلى فرنسا. حيث ساقت الأقدار إليهن رياض غالي، الموظف البسيط في القنصلية المصرية في فرنسا. كانت مهمته حمل حقائبهن. إلا أنه كان لديه من الخبث والدهاء ما يكفي لجعله يتسلل إلى قلب الملكة نازلي وإبنتها الأميرة فتحية.

ظل ملازماً للملكة خلال تنقلاتها سواء في الخارج أو في أماكن تواجدها، ولم يغب أبداً عن مرافقتها ومرافقة بناتها خلال جولاتهن من سويسرا، إلى فرنسا، و إنكلترا، وصولاً إلى الولايات المتحدة. مما أثار الشائعات عن علاقة غرامية نشأت بين الملكة والموظف البسيط.

تواجده المستمر مع الملكة أتاح له أيضاً التقرب من الأميرة فتحية فأصبح بذلك فتى أحلام الأم الإبنة. ورغم أن الأميرة وقعت في حبه وأصبح عشيقها، إلا أن علاقته بالملكة نازلي كانت مستمرة.

أخيراُ تنازلت الأم عن عشيقها للأميرة ولا ندري لماذا؟ هل لأنها شعرت بعشق إبنتها له؟ أم لأنها أرادت أن تبعد عنها الشائعات وتنفي وجود أي علاقة بينهما؟

تم الزواج في عام ١٩٥٠ وغيرت الأميرة دينها للمسيحية كما فعلت أمها.

جن جنون الملك واستنكر الشعب المصري ذلك الزواج. فجرد الملكة والأميرة من ألقابهما، وحرمهما من جميع التشريفات والإمتيازات الملكية، ومن كل ممتلكاتهما في مصر.

إفلاس الملكة والأميرة:

إختلس رياض غالي أموال الملكة والأميرة بعد أن حصل على تفويض رسمي منهما يخوله التصرف بأموالهما. إلا أنه خسر الكثير من المال بسبب إستثماراته الفاشلة، وإدمانه على المخدرات.

أعلنت الملكة نازلي إفلاسها عام ١٩٧٤ بسبب تراكم الديون، أما الأميرة فتحية فقد إنتهى المطاف بها في شقة متواضعة بعد أن هجرت زوجها عام ١٩٧٣ وطلبت الطلاق منه. واضطرت للعمل كممرضة لكي تعيل والدتها وتربي أبناءها منه.

قرار العودة إلى مصر:

بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، بدأت فكرة العودة إلى مصر تراودها ووالدتها، لكن إعتناقهما للديانة المسيحية، وبالإضافة لرياض غالي، كانا من أهم العوائق بعودتها. لكن بعد تدخل الدكتور لويس عوض،لاح حلٌ للمشكلة في الأفق.

علم رياض غالي بقرارعودة الأميرة فتحية إلى مصر، فاستدرجها إلى شقته بحجة أنه يريد أن يرسل إلى والدته في مصر بعض الحاجات، ولشدة سذاجة الأميرة، صدقته وذهبت إليه، وما كادت تصل حتى أفرغ في رأسها أربع رصاصات ورصاصة في كتفها، فسقطت أرضاً قتيلة أما هو، فقد أقدم على محاولة إنتحار فاشلة بعد أن قتلها بثمان عشرة ساعة. لكنه لم ينجح وأصيب بالشلل، وسجن وأصيب هناك بالعمى في آخر أيامه ومات بعد مقتل الأميرة فتحية بعدة سنوات.

أبناءها:

أنجبت الأميرة فتحية ثلاثة أبناء:

رفيق (ولد في ٢٩ نوفمبر عام ١٩٥٢ وتوفي في ١٢ يوليو منتحراً في نفس يوم وفاة والده عام ١٩٨٧).

رائد (وُلد في ٢٠ مايو عام ١٩٥٤ وتوفي في ٢٦ يوليو عام ٢٠٠٧).

رانيا (وُلدت في ٢١ أبريل ١٩٥٦) وتعمل حالياً في مجال التمريض في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.

كانت الأميرة فتحية ضحية طيش والدتها وإستهتارها. ضربت الأم وابنتها كل المبادئ والقيم بعرض الحائط، وكلاهما نسي أنهما شخصيتان إعتباريتان في مصر، فلا يجوز لهما التصرف على أهوائهما. ذلك الحدث المؤسف أثر سلباً على الملك فاروق، وكان أحد الأسباب في إهتزاز العرش وزواله.

كما رأينا الملكة الأم وأغلب شقيقات الملك فاروق أثّرن سلباً عليه وعلى العرش، فعلى الرغم من صغر سنّه كان ذو نظرة ثاقبة، وعندما كان يرفض أمراً يخصّهن أو يرفض شخصاً يريد الزواج بإحداهن، إنما كان يفعل ذلك لمصلحتن ولسلامة العرش. فعندما تجاهلن رأيه، كانت النتيجة الخسارة للجميع والتشرد في معظم أنحاء العالم لكل فرد من أفراد أسرة محمد علي.