مُفكك الشفرات النازية "آلان تورينج" قد بٌث خبر موته في جريدة نيويورك تايمز بعد 65 عامًا من وفاته

مُفكك الشفرات النازية "آلان تورينج" قد بٌث خبر موته في جريدة نيويورك تايمز بعد 65 عامًا من وفاته

"آلان تورينج" (1912 – 1954) هو مُفكِّكُ شفرات شهير في فترة الحرب العالميّة الثّانية ومن أوائل علماء الحاسب الآلي، والذي تمّت معاقبته من قِبَل دولته لكونه مثليّ الجنس، وقد حصل أخيرًا على نَعْيٍ في جريدة نيويورك تايمز بعد مرور 65 عامًا عن وفاته، تمّ نشر النّعيِ يوم الأربعاء (5 يونيو) كجُزءٍ من سلسلة جريدة التّايمز التي تحمل اسم تمّ التّغاضي عنهم، والتي تنشر النّعْيَ بشكلٍ مُتأخّرٍ في حقِّ الشّخصيّات التّاريخية التي لم يتمّ التّبليغُ عن وفاتها في الجرائد.

واليوم أصبحت إنجازاتُ "تورينج" المتميّزة معروفةً بشكلٍ كبيرٍ، ويعود الفضل في ذلك جُزئيًّا لفيلم السّيرة الذّاتية ”The Imitation Game“ الذي تمّ إنتاجه عام 2014، فميراثُه يتضمّن الإشراف على الجهود شديدةِ السّريّة للمملكة المُتّحدة في سعيِها لفكِّ تشفير الرّسائل التي أُرسِلت بواسطة "آلة إنيغما" التي تعود لألمانيا النّازية، وأيضًا لعمله بُعيْدَ الحرب على أوّل جهاز حاسوبٍ فعّالٍ بريطانيّ الصّنع، ورُبّما هو مشهورٌ أكثر بسبب "اختبار تورينج" الخاصّ به والذي يحمل اسمه، وهو عبارةٌ عن تقييمٍ نظريٍّ سُئِل من خلاله عن إمكانيّة استطاعة الحواسيب مُحاكاةَ البشر أو تجاوز القدرات العقليّة للإنسان هذا التّقييم كان قد قدّمه عالم الرّياضيّات عام 1950.

في الوقت الذي توفّيَ فيه "تورينج"، وهو السّابع من يونيو عام 1954، وعلى الرّغم من ذلك، ظلّت الكثيرُ من إنجازاته التي حقّقها في فترة الحرب طيَّ الكتمان وفي سرّية تامّةٍ، وظلّ نجاحه في إحباط خُطط المعارك النّازية عملًا مجهولًا، وتمّت الإساءة إلى سمعته بشكلٍ أكبر عام 1952 عندما اعترف "تورينج" بعد حادث سطوٍ على منزله أنّه كان على علاقةٍ حميميّةٍ مع رجلٍ آخر، وتمّ اتّهامه بموجب قوانين العصر الفيكتوريّ "بارتكاب الفعل الفاحش" لانفتاحه بخصوص المثليّة الجنسيّة وتمّ إصدار الحكم عليه بتناول أقراص الإستروجين للحدّ من الدّافع الجنسيّ لديه، (وهي طريقةٌ تُعرف أيضًا باسم الإخصاء الكيميائيّ).

ألقت هذه الأحداث السّيئة بظلالها على سُمعة "تورينج" لبقيّة حياته (وتُوفّي جرّاء التّسمم بسبب انتحارٍ مزعومٍ)، وبعد عقودٍ طويلةٍ عن وفاته، وبالضّبط عام 2009 قامت الحكومة البريطانيّة بالاعتذار عن الطّريقة التي تعاملت بها مع "تورينج"، ومؤخّرًا في عام 2013 تمّ إصدار عفوٍ ملكيٍّ في حقّه بواسطة الملكة إليزابيث الثّانية، ووفقًا لجريدة "تايمز" فإنّ الحكومة البريطانيّة كانت قد اتّخذت أولى الخطوات نحو عدم تجريم المثليّة الجنسيّة مُنذ عام 1967، ولبقيّة شهر يونيو الحالي، سَتَسْتضيفُ سلسلةُ "تمّ التّغاضي عنهم" قصصًا عن شخصيّاتٍ مُهمّةٍ ذات ميولاتٍ مُغايرة للجنس أو مثليّة الجنس أو الأشخاص المتحوّلين جنسيًّا. 

المصدر: