في منتصف تسعينات القرن الماضي، بدأ الناس في الولايات المتحدة الامريكية وكندا بملاحظة شيء غريب، الضفادع في برك الماء المحلية تنمو لها أرجل إضافية، مع انتشار الضفادع المشوهة، قامت ولاية مينيسوتا الامريكية بإنشاء خط ساخن للإبلاغ عن مثل هذه الحالات، وسرعان ما وصلت مئات الاتصالات.
الناس والعلماء على حد سواء كانوا قلقين إذا ما كان السبب الذي يؤدي لتشوه الضفدع له تأثير على البشر، لكن الباحثين لم يجدوا أي صلة قوية بين تشوهات الضفدع وأمراض البشر مثل السرطان، في الواقع، تبين فيما بعد أن سبب التشوه لدى الضفدع يحدث بشكل طبيعي بسبب تلاعب طفيلي.
الطفيلي المذكور هو دودة مسطحة تسمى ريبيرويا (Ribeiroia)، تبدأ حياة الدودة داخل قواقع الحلزون، حيث يولد جيل جديد من الطفيليات في قوقعة الحلزون المصاب التي يمكنها الهروب من القوقعة والسباحة بحثًا عن مضيف من الفقاريات، عادة ما تصيب الأسماك أو الشراغف، عندما تغزو الطفيليات الشراغف (الضفادع الصغيرة)، تدفن الطفيليات نفسها في براعم صغيرة تنمو في النهاية لتصبح أرجل.
الطفيليات تبدأ بالتأثير سلبًا عندما تبدأ براعم الأطراف بالنمو، في بعض الضفادع تعيق نمو الساق والبعض الآخر تتشعب الساق لساقين، قد ينبت لضفدع واحد دزينة من الأرجل.
عند نمو براعم الأطراف لدى الشرغوف، البراعم تنتج نسخة من فيتامين A يسمى حمض الريتينويك مسؤل عن نمو الأطراف بشكل صحيح، الطفيليات تسبب تغيرات في مستويات حمض الريتينويك مسببة تشوهًا في الساق.
الضفدع هو مجرد مرحلة في حياة الطفيليات، فالطفيليات لا يمكنها التكاثر داخل الضفدع، بدلاً من ذلك، عليهم الانتظار للوصول إلى طائر، حيث يقيمون في القناة الهضمية له ويتزاوجون لأنتاج البيض، التشوه في أطراف الضفادع يعيق حركتها مما يجعلها فريسة سهلة للطيور مما يتيح للطفيليات للوصول للقناة الهضمية للطائر.
وجد العلماء في المختبر بعد حقن شراغف سليمة بالطفيلي، ان الضفادع المشوهة قفزاتها أقصر بـ41% وأبطأ بالسباحة بنسبة 37% و أقل تحملاً بنسبة 66% ويمكنها اصطياد حشرات أقل بنسبة 55%، الأطراف الزائدة ليس لها تأثير كبير على نجاة الضفدع ما لم يكن هناك مفترسين، لا يزال بإمكان الضفادع المشوهة التحرك للعثور على ما يكفي من الطعام للبقاء على قيد الحياة.