تعرف على الملكة فريدة زوجة الملك فاروق الأولى

تعرف على الملكة فريدة زوجة الملك فاروق الأولى


هي الملكة البسيطة، الراقية، النقية، أحبت الشعب فأحبها إلى حد التغني بإسمها وتسمية البنات الصغيرات بذات الإسم

تعالو معنا لنتاول نبذة عن حياتها ولنتعرف على أهم محطات حياتها ولندرك لماذا اعتبرها الكثيرون تميمة الحظ التي كانت تحرس الملك فاروق، وعندما خسرها خسر الكثير.


من هي الملكة فريدة؟

هي صافيناز ذو الفقار، ولدت في الخامس من أيلول من العام ١٩٢١ في الإسكندرية. والدها يوسف ذو الفقار الذي كان مستشاراً في المحكمة الإستئنافية آنذاك. أما والدتها فكانت زينب هانم ذو الفقار إبنة رئيس الوزراء. وكانت والدتها تشغل منصباً مهماً في القصر حيث كانت وصيفة الملكة نازلي والدة الملك فاروق.


زواجها من الملك فاروق:

كانت بحكم مركز أمها في القصر صديقة شقيقات الملك، اللواتي عرفن الملك عليها هذا أولاً ورغبة الملكة نازلي بعروس للملك من عامة الشعب فكان ذلك ثانياً لتشجيع الملك فاروق على الزواج منها.

رآها الملك وأحبها كثيرا وقرر الزواج منها وتم ذلك عام ١٩٣٨ وأقيم لها زواجاً أسطورياً وعمَّ الفرح أرجاء مصر فكان هذا الزواج حدثاٌ تاريخياُ سعيداً. وتوجت ملكة على عرش مصر وسميت بالملكة فريدة بناء على رغبة الملك تيمناً بالتقليد المتبع بالعائلة بتسمية أفرادها بأسماء تبدأ بحرف الفاء. 


صفات الملكة فريدة ولماذا أحبها المصريون:


كانت جميلة وتميزت بالإلتزام، وحسن الخلق، والأدب. فقد اعتبرها الشعب رمز النقاء والحشمة والشرف.

وأيضاً كانت شخصيةً طيبةً تحب مساعدة الشعب، فقد قامت بالعديد من الأعمال الخيرية. وكانت تزور الملاجئ ودور العجزة والمسنين وتساعد المحتاجين، وتقيم الحفلات الخيرية من أجل ذلك.فحظيت بحبٍ جارفٍ من الشعب المصري لم تحظى به أي ملكة.


حياتها في القصر:

عاشت في البداية حياة سعيدة، لكن سرعان ما بدأت المشاكل مع الملك، فقد عانت الملكة من مؤامرات ودسائس القصور. إذ حذرت الملكة فريدة زوجها الملك فاروق من الفاسدين المحيطين به، وأخبرته عما تفعله والدته الملكة نازلي، ونقلت له أخبار حفلات ماجنة تقيمها

الملكة الأم. إلا أن الملك لم يستمع لها ولم يأخذ كلامها بعين الإعتبار. حينما علمت الملكة الأم بما فعلت كنتها الملكة فريدة، شعرت بالخطر وخافت من إفتضاح أمرها. فروجت شائعات، بأن الملكة فريدة تنغمس في نزواتها العاطفية.

عندما رأت الملكة فريدة أن الأمور وصلت إلى هذا الحد، احترمت نفسها وطلبت الطلاق.

رفض الملك فاروق في بداية الأمر أن يطلقها. ولكن مع إلحاحها وإلحاح المحيطين وبالتحديد أولئك الفاسدين الذين لا يرغبون بوجودها في القصر خوفا من إفتضاح فسادهم وأطماعهم، استسلم الملك ووافق على الطلاق وقيل أنه بكى حين وقع وثيقة الطلاق.


ردود فعل الشعب المصري بعد طلاق الملكة فريدة:

خسر الملك فاروق الكثير بعد طلاقه للملكة، إذ تراجعت شعبيته وخرجت مظاهرات تهتف بحياتها و تردد (خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة) و ( خرجت الطهارة من بيت الدعارة).

اعتبرها المصريون بطلة قومية لأنها أول من كشفت فساد القصر ورفضته وفضلت الطلاق.

وأما الملك فقد توالت المشاكل ضده بسبب الفساد وتعاظمت الأحداث المسيئة له وللعرش، حتى أطاح الضباط الأحرار بالملكية.


أولاد الملكة فريدة:


أنجبت الملكة فريدة ثلاث بنات، فريال وفوزية وفاديا.

لم تنجب الملكة إبناً ذكراً للملك فاروق ليكون ولي العهد، وهذا هو السبب الذي اتخذه الملك ووالدته والمحيطين به، سبباً مباشراً للطلاق إذ أنه لابد من وجود ولي عهد للملك.


ما الذي حدث للملكة فريدة بعد إنهيار العرش:

عانت الكثير بعد سقوط الملك. احتجزها الضباط الأحرار في مصر ولم يسمح لها بالسفر لرؤية بناتها الأميرات اللواتي كن مع والدهن الملك في المنفى.

وأيضاً صادرو كل أملاكها عالرغم من أنها ليست من الأسرة الحاكمة فهي ملكة مطلقة. وهي بنفسها سلمت مجوهراتها وحليها للجنة المصادرة بكل صدق ولم تستبقِ لنفسها أية قطعة.

ضاقت الأحوال بها وطلبت أن تسكن في قصرها فقط لحين مماتها لكن النظام رفض. بعد ذلك سافرت إلى فرنسا ولبنان وأصبح فن الرسم ليس هوايتها فقط بل مصدر رزقها تعتاش منه، مما يؤكد لنا أن المناصب تزول ويبقى الفن. 


مرض الملكة فريدة وموتها:

أصيبت بمرض اللوكيميا وتلقت العلاج في أكبر معاهد الأورام العالمية، وعندما ساءت صحتها أصرت على العودة إلى مصر حتى توفيت عام ١٩٨٨.

كان موكب الجنازة موكباً مهيباً تقدمه كبار المسؤؤلين ومحبيها المصريين.


الخاتمة:

أخطأ الملك فاروق حين تجاهل تحذيرات الملكة فريدة مما يجري حوله والخسارة الفادحة كانت حين طلقها.

فهي الملكة المخلصة للملك حتى بعد طلاقها فقد رفضت الزواج بعده رفضاً قطعياً، وفي أي مقابلة معها أو أي حديث صحفي كانت لا تذكر إلا أجمل صفات الملك.

وبذلك خسر زوجة كانت ستكون له جيشاً يسانده.