كل ما تود معرفته عن أولاد وبنات الملك فاروق

كل ما تود معرفته عن أولاد وبنات الملك فاروق
أولاد وبنات الملك فاروق ومن هو نجله الذي لقب بالملك وهو رضيعٌ.

أنجب الملك فاروق ثلاث بنات، هن الأميرة فريال، الأميرة فوزية، والأميرة فاديا. انقسمت حياتهن بين الأفراح والمنفى والأحزان. لكل منهن حكاية سعيدة وحزينة في آن واحد. فهن الأميرات، بنات الملك فاروق ملك مصر والسودان، إلا أن القدر لم يسمح لهن بالإستمتاع بالحياة الملكية سوى بضع سنوات. لينتهي بهن المطاف مع والدهن الملك فاروق في بلاد المنفى، ولم يحملن معهن من مصر سوى لقب الأميرات.

الأميرة فريال:


الأميرة الجميلة التي عشقت مصر، فقد عاشت فيها سنوات أكثر من إخوتها. أسطورتها تشبه حكاية السندريلا، ولكن بالمقلوب حيث بدأت سعيدة، وتبدلت فجأةً إلى حياةٍ مختلفة مبللة بالأحزان والدموع.

قصتها محبوكة بلعنةٍ من غدر الأقدار التي لا يمكن الرجوع عنها. هي أول العنقود، يوم ولادتها زغردت القاهرة بالأفراح، وكان من أبرز مظاهر الإحتفال، توزيع المواد الغذائية والملابس وجنيه واحد للأسر التي تصادف ولادة مولود لهم في هذا اليوم وكان عدد الأسر آنذاك حوالي ١٧٠٠ أسرة.

ولدت في ١٧نوفمبر عام ١٩٣٨ في قصر المنتزه في الإسكندرية. وأطلق عليها والدها الملك فاروق إسم "فريال" تيمناً بجدته والدة الملك أحمد فؤاد الأول. كانت والدتها الملكة فريدة تداعبها وكأنها دميتها المفضلة، أما الملك فكان يهرب من مكتبه كلما سنحت له الفرصة ليأتي إليها ويلعب معها.

عاشت الحياة الملكية في كنف والدها الملك فاروق على أرض مصر المحروسة. درست وتعلمت في القصر ولم تذهب إلى المدارس، ولم يكن لديها أصدقاء أو صديقات باستثناء صديقة واحدة تدعى صفية النقراشي.

الرحلة إلى المنفى/ كابري في إيطاليا/:

عندما خلع الملك فاروق، سألها قبل رحيله عن مصر إن كانت تفضل الرحيل معه أو البقاء مع والدتها الملكة فريدة في مصر. دون تفكير أو تردد أجابت أذهب معك. وشقيقتيها أجابتا نفس الإجابة دون أن تسألوا.

الرحلة الشاقة:

رحلو جميعاً مصطحبين معهم القليل من إحتياجاتهم. أما الرحلة فكانت شاقة ومرعبة حيث حاول رجال الثورة قصف المركب الملكي" المحروسة" بالطائرات، إلا أن قبطان المحروسة، الكابتن جلال علوبة إستطاع إخفاء اليخت الملكي ببراعة لاتوصف مما أطال في أمد الرحلة فكاد الطعام أن ينفذ من المركب.

في المنفى:

أقامت مع والدها وشقيقتيها وأخوها الملك أحمد فؤاد الثاني وبدأن الدراسة مع المربيات. وبعد ذلك إنتقلت مع شقيقتيها إلى مدرسة داخلية في لوتري في سويسرا.

أتقنت الأميرة فريال عدة لغات وأهمها الإنكليزية، الفرنسية، العربية، والإيطالية. درست الأدب الفرنسي والتحقت بكلية السكرتارية وعملت سكرتيرة ومدربة للآلة الكاتبة.

قصة حبها و زواجها:

عاشت الأميرة فريال قصة حب مع شاب، رسام إيطالي، كان يصمم ديكورات الفيلا الصيفية الخاصة بوالدها في مدينة نابولي في إيطاليا، لكن هذه العلاقة إنتهت ولم تستمر بسبب رفض الملك فاروق لأنه كان يرغب ويتمنى أن يزوج بناته لشبان عرب مسلمين وعلى وجه الخصوص مصريين.

إلا أنها تزوجت في لندن من( جان بيتر بيرتين ) السويسري الأصل وأنجبت منه إبنتها الوحيدة الأميرة ياسمين عام ١٩٦٨، إلا أن الأقدار شاءت أن ينتهي هذا الزواج بالطلاق، وتزوجت للمرة الثانية ولكن إنتهى أيضاً لوفاة الزوج منتحراً.

أحبت الأميرة فريال مصر والشعب المصري إلى حد العشق. فذاقت مرارة الحنين إلى الوطن ومرارة رفض الحكومة المصرية زيارة الأميرة لمصر، إلى أن تمت الموافقة على ذلك من قبل الرئيس أنور السادات وأصبحت تزور مصر باستمرار. وتعددت زياراتها لمصر بعد زواج إبنتها الأميرة ياسمين وإقامتها في مصر مع زوجها علي شعراوي حفيد هدى شعراوي.

من أبرز هوايات الأميرة فريال الزراعة وتربية الحيوانات الأليفة، الأمر الذي جعل جيرانها في سويسرا يلجأون إليها لعلاج حيواناتهم.

وفاة الأميرة فريال: 

رحلت الأميرة فريال في مدينة مونترو بسويسرا، يوم ٢٩ نوفمبر عام ٢٠٠٩، عن عمرٍ ناهز ٧١ عاماً بعد صراعٍ دام سبع سنوات مع مرض سرطان المعدة. ووصل جثمان الأميرة الراحلة من جنيف إلى صالة كبار الزوار في مطار القاهرة، يرافقها أفراد أسرتها وعلى رأسهم أخوها ملك مصر السابق أحمد فؤاد الثاني ودفنت في مسجد الرفاعي في مقبرة العائلة المالكة.

الأميرة الثانية متعددة المواهب:

في السابع من نيسان من عام ١٩٤٠ دقت أجراس الفرح و المراسم الملكية في قصر عابدين معلنةً قدوم أميرة جديدة على عرش مصر حملت في طفولتها ملامح وجمال والدتها الملكة فريدة. إنها الأميرة فوزية. وأطلق عليها والدها الملك فاروق لقب فوزية الصغرى تمييزاً لها عن عمتها الأميرة فوزية الكبرى شقيقة الملك فاروق والتي سمى إبنته على إسمها لأنها كانت أقرب شقيقاته إلى قلبه.


رحلتها مع والدها الملك إلى كابري في إيطاليا:

حالها كحال شقيقتها الأميرة فريال التي رافقت والدها إلى المنفى في إيطاليا بعد ثورة يوليو وخلع الملك.

كان عمر الأميرة فوزية آنذاك إثنتا عشر سنة وعاشت مع والدها في المنفى في المدينة الإيطالية روما، وبعد حوالي عامين إلتحقت مع شقيقتيها الأميرتين بمدرسة داخلية في سويسرا. ومرت الأيام والأعوام ولم تستطع رؤية والدتها الملكة فريدة التي لم يسمح لها مغادرة مصر وإلا تحرم من الجنسية المصرية. ولكن بعد مرور عشر سنوات انضمت إلى بناتها في سويسرا.

دراستها وعملها ومواهبها المتعددة:

حرمت الأميرة فوزية من العيشة الملكية فهي لم تنعم بحياة القصور المترفة تحت عرش أبيها الملك فاروق بل عاشت معه في المنفى بعيدة عن والدتها الملكة فريدة. أتقنت الأميرة فوزية خمس لغات إتقاناً بارعاً، الفرنسية، الإنكليزية، والإيطالية، الإسبانية، والعربية. مما منحها القدرة على العمل كمترجمة فورية في سويسرا. 

هي أول إمرأة عاملة في عائلة فاروق الأول، فقدإتخذت نهجاً مختلفاً معتمدةً على نفسها، ولم تعتمد على لقب أميرة بل على العكس كان لقب أميرة عبئاً محرجاً لها على حد تعبيرها. 

أحبت ممارسة الرياضة بأنواعها المتعددة، كانت تعشق رياضة الغوص والسباحة وحصلت على لقب بحار. ودرست الطيران وحصلت على رخصة طيران مهنية ووصلت إلى رتبة نقيب، ورغم معاناتها من مرض بالمفاصل، إلا أنها كانت تواظب على ممارسة رياضتي الغوص والسباحة.

وفاتها:

عاشت الأميرة فوزية بدون زواج. لم تعد إلى إلى مصر منذ أن غادرتها مع أسرتها إلى المنفى حتى توفيت في ٢٧ كانون الثاني من العام ٢٠٠٥ عن عمر قرابة ٦٥ عاماً بأحد المستشفيات الخاصة في مدينة لوزان السويسرية حيث كانت تتلقى العلاج هناك. ودفنت في مصر بعد أن أمر الرئيس السابق محمد حسنى مبارك بنقل جثمانها على متن طائرة خاصة من سويسرا إلى القاهرة.

فاديا الإبنة الثالثة للملك فاروق:

سميت فاديا تفاؤلاً بميلادها الذي جاء بعد حادث القصاصين الذي تعرض له الملك فاروق في نفس العام. ولدت في قصر عابدين يوم ١٥ ديسمبر من العام ١٩٤٣.


إنتقلت الأميرة فاديا بعد طلاق والديها ١٩٤٨ للإقامة مع والدتها حتى أتمت السبع سنوات وبعد ذلك بعامين غادرت مع والدها إلى المنفى في إيطاليا. حيث أقامت فترة ثم إنتقلت إلى مدرسة داخلية في لوتري في سويسرا حيث المدارس تتمتع بسمعة جيدة. 

عملت لدى وزارة السياحة في لوزان السويسرية نظراً لإتقانها عدة لغات وأهمها الإنكليزية، الفرنسية، الإسبانية والإيطالية. لم تستفد في العمل من كونها أميرة سابقة بل على العكس تماماً فقد سبب لها ذلك مشاكل عديدة واستطاعت التغلب عليها بعد أن عانت الكثير من عدسات المصورين التي كانت تلاحقها و تقتحم حياتها الشخصية بإعتبارها أميرة سابقة. ابتعدت عن الأضواء وعاشت حياتها بهدوء. 

زواجها وأسرتها:

تزوجت الأميرة فاديا في لندن من بيير أورلوف من عائلة رومانيا وهو نبيل روسي وذلك في ١٧ فبراير ١٩٦٥. بعد أن أشهر إسلامه في الأزهر. وأنجبا ولدين هما علي ألكسندر أورلوف وشامل ساشا أورلوف.

لم تزر الأميرة فاديا مصر إلا مرات قليلة رغم أنها كانت تحب مصر وتتحدث عن عن جمالها وأصالتها وحضارتها. توفيت الأميرة فاديا في ٢٨ ديسمبر عام ٢٠٠٧ في لوزان في سويسرا ودفنت يوم ٣ يناير بجوار والدها الملك فاروق في مدافن الأسرة العلوية.

الملك أحمد فؤاد الثاني آخر أبناء الملك فاروق:

إبن الملك فاروق والدته الملكة ناريمان صادق. إنه الملك المسكين الذي تنازل له والده الملك فاروق عن العرش وهو ما زال طفلاً رضيعاً لم يتجاوز عمره ستة أشهر. فحصل على لقب ملك ولكنه لم يحكم ولم يملك ولم ينشأ في مصر أصلاً.


ولد في قصر عابدين في القاهرة في ١٦يناير عام ١٩٥٢ وبمولده تحقق حلم والده في قدوم ولي العهد. فمنح الطبيب الذي أشرف على عملية الولادة لقب الباشوية وأطلقت المدفعية عدة طلقات إعلاناً عن مولد أول طفل ذكر للملك فاروق والذي أعلنه ولياً للعهد.

ولكن بعد ١٠ أيام من مولد الأمير إندلعت أحداث القناة والتي تجلت بالمواجهات العنيفة بين القوات البريطانية ورجال الشرطة المصريين في الإسماعيلية.

وفي اليوم التالي إندلعت حرائق القاهرة، ولسوء حظه قامت ثورة يوليو بعد مولده بحوالي ستة أشهر والتي إنتهت بتنازل الملك فاروق عن العرش له وهو لم يتم الستة أشهر وذلك تحت ضغط الضباط الأحرار. غادر مليكنا الصغير مصر بصحبة والده الملك فاروق إلى المنفى برفقة أخواته الأميرات ووالدته الملكة ناريمان على متن اليخت الملكي المحروسة.

وشكلت لجنة وصاية العرش المكونة من الأمير محمد عبد المنعم، وبهي الدين بركات، والقائم مقام رشاد مهنا حتى تم إعلان الجمهورية في ١٨يونيو ١٩٥٣.

عاش الملك الصغير في المنفى مع أخواته الأميرات ووالده الملك فاروق لأن والدته الملكة ناريمان صادق ما لبثت أن تركته مغادرة بلاد المنفى للعودة إلى مصر بعد أن طلبت الطلاق من الملك الذي وافق على طلبها شريطة أن تتخلى عن إبنها.

تلقى الملك أحمد فؤاد الثاني تعليمه الابتدائي في مدرسة عامة كونها قريبة من المنزل. وأكمل تعليمه في سويسرا، وحصل على شهادة الثانوية الفرنسية من مؤسسة روزى في سويسرا وأكمل دراسته الجامعية في جامعة جنيف وتخصص بالعلوم السياسية و الإقتصاد.

وإنتقل بعد زواجه إلى العاصمة الفرنسية باريس وعمل مستشاراً مالياً و إقتصادياً.

زواجه وعائلته: 

تزوج من الفرنسية دومينيك فرانس بكار وهي يهودية، اعتنقت الإسلام ولقبت بالملكة فضيلة. وتم الزواج الأربعاء ٥ أكتوبر ١٩٧٧ في قصر الأمير رينيه إمارة موناكو.أما أولاده فهم ثلاثة، محمد علي الذي ولد في القاهره في عام ١٩٧٩ بعد موافقة الرئيس أنور السادات على طلب الملك ورغبته في أن تتم ولادة أول أبنائه في مصر. وأيضاً إبنه الثاني الذي ولد في كازبلانكا في المغرب بدعوة من ملك المغرب الحسن الثاني.

وابنته فوزية( لطيفة) ولدت عام ١٩٨٢. والتي شاركت سنة ٢٠٠١ في عرض أزياء خيري في باريس ضمن مجموعة من بنات الأسر الملكية في العالم.

أما سبب تسميتها فوزية لطيفة فهو تيمناً بإسم عمتها الأميرة فوزية وعمة والدها أيضاً. أما إسم لطيفة وهو إسم الشهرة فهو مجاملة لزوجة ملك المغرب وقتها الملك حسن الثاني وهي( اللا لطيفة حمو) وهي أيضاً والدة الملك الحالي محمد السادس.

الملك فؤاد الثاني حالياً مطلق وقد صدر حكم الطلاق في يوم الثلاثاء ٩ مايو مايو من العام ٢٠٠٦ من المحكمة السويسرية وبعد استئناف الحكم من فضيلة مطالبة ببطلان حكم الطلاق ولكن محكمة الإستئناف السويسرية رفضت وأكدت على قرار المحكمة الفيدرالية الصادرة يوم الإثنين ١٦ يوليو من العام ٢٠٠٧ وصدر القرار النهائي بالطلاق في ١٨ أغسطس عام ٢٠٠٨ والذي كان نصه أن الطلاق بين أحمد فاروق وفضيلة فرانس بيكار تم تأكيده كلياً.

يحب مصر والشعب المصري حتى أنه قال في مقابلة صحفية: الناس في مصر رائعون وأعتقد أن أهل مصر هم سر قوتها الحقيقية وهم شعب رائع و مضياف وكريم فأنا دائما فخور وسعيد بمصر وأكثر ما أعجبني أن مصر أصبحت دولة حديثة ومتقدمة وأنا عاشق للشعب المصري الذي أتواصل معه دائماً.

ومما لا شك فيه أن سيرة أسرة محمد علي كانت وما تزال مادة دسمة للصحافة العربية و العالمية ومن خلال المقابلات التي أجريت معه تظهر جوانب عديدة من شخصيته المحترمة والطلة البهية التي لا يخفى على المرء أنها طلة ملك ذو النفس الكريمة التي تتوق دائماً إلى مصر وأهلها وقد قال أن أسعد الأعياد كان العيد الذي قضيته مع أسرتي على أرض الوطن محاطاً بالحب والود من الأهل والأصدقاء وكل من قابلت.

كانت تلك نهاية مملكة منذ ما يقارب ٦٩ عاماً. تمتد جذورها إلى أسرة محمد علي التي حكمت مصر أكثر من ١٤٧ عاماً. هي المملكة التي قبعت من جذورها حين أطاحت ثورة يوليو بآخر حكامها الملك فاروق، ملك مصر والسودان وشلعت رياحها أغصان شجرته فتفرقت بهم الطرق و السبل في كل مكان.