ما هي الجائحة؟

ما هي الجائحة؟

بعد تفشي كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم ازداد استخدام مصطلح جائحة وخصوصًا بعد ما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس سارس كوف 2 هو جائحة في يوم 11 مارس من عام 2020.

في هذا المقال سنستكشف ما معنى الجائحة وكيف نستعد لها وعدد الجائحات التي أثرت علينا. 

ما هي الجائحة؟

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية تُعرّف الجائحة بأنها "الانتشار العالمي لمرض جديد".

عندما يظهر مرض جديد لأول مرة، يفتقر معظمنا إلى المناعة الطبيعية لمحاربته، ويمكن أن يسبب هذا انتشارًا مفاجئًا وسريعًا للمرض بين الناس وعبر المجتمعات حول العالم، بدون حصانة طبيعية لمحاربة المرض يمكن أن يُصاب العديد من الأشخاص بالمرض أثناء انتشاره.

منظمة الصحة العالمية هي المسؤولة عن الإعلان عن ظهور جائحة جديدة والجائحة تمر بستِّ مراحل:

  • المرحلة 1: فيروس حيواني ينتشر بين الحيوانات ولكن لم يتم التأكد من أنه ينتقل للبشر، في هذه الحالة يوجد احتمال ضئيل لحدوث جائحة.

  • المرحلة 2: فيروس حيواني جديد ينتشر بين الحيوانات وينتقل إلى البشر، في هذه الحالة يعتبر ذلك تهديدًا ويشير إلى احتمال حدوث جائحة.

  • المرحلة 3: فيروس حيواني ينتقل من الحيوانات إلى البشر ولكن انتقاله من إنسان إلى إنسان آخر منخفض بحيث لا يتفشى الفيروس بين المجتمع، في هذه الحالة الفيروس قد يعرض البشر للخطر ويوجد احتمال لحدوث جائحة.

  • المرحلة 4: هناك انتقال للفيروس الجديد من إنسان إلى إنسان آخر بأعداد كبيرة بما يكفي لحدوث تفشي في المجتمع، يشير هذا إلى خطر كبير لحدوث جائحة. 

  • المرحلة 5: انتقال الفيروس من دولة إلى دولة (داخل الدول التي تضم منظمة الصحة العالمية)، في هذه المرحلة الوباء أصبح عالميًّا.

  • المرحلة 6: انتقال الفيروس إلى دولة ثالثة (داخل الدول التي تضم منظمة الصحة العالمية)، في هذه الحالة يمكننا الإعلان أننا نمر في جائحة.

الجائحة لا يتم تعريفها من خلال معدل نموها ولكن من خلال انتشار المرض.

تتّبع العديد من الجائحات النموَّ الأُسِّيَّ، وهذا يعني أن الفيروس سينتشر بمعدل سريع خلال فترة زمنية محددة؛ لتوضيح الأمر أكثر، فكر بشخص يضع تفاحة على الطاولة ومن ثم يأتي الشخص التالي ويضع تفاحتين ويأتي الشخص التالي ويضع 4 تفاحات والتالي يضع 8 تفاحات.

أيضاً بعض الأوبئة تتبع النمو الأسّي بمعدل أبطأ، وجدت إحدى الدراسات البحثية أن وباء (الإيبولا 2014) يتّبع نُموًّا أُسيًّا أبطأ بكثير من غيره.

ما الفرق بين الوباء والجائحة؟

الوباء والجائحة مصطلحان يستخدمان لتحديد انتشار المرض:

  • الوباء: هو انتشار المرض في مجتمع أو منطقة في فترة زمنية محدّدة، يمكن أن تختلف شدة انتشار الأوبئة بناءً على موقع انتشار المرض وعدد سكان الدولة المصابة.

  • الجائحة: هي نوع من الأوبئة انتشر في ثلاث دول تضم منظمة الصحة العالمية على الأقل.

كيف تستعد للجائحة؟

قد تستمر الجائحة لفترة طويلة ومن غير الممكن تحديدها، على أي حال هذه بعض النصائح للاستعداد للجائحة:



انتبه إلى التقارير الإخبارية من الوكالات الصحية.

الأخبار من منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توفر معلومات عن انتشار المرض بما في ذلك كيفية حماية نفسك وعائلتك أثناء تفشي المرض.



أبق مطبخك مليئًا بما يكفي من الطعام والأساسيات لمدة أسبوعين

يمكن فرض حظر تجوال والحجر الصحي خلال الجائحة لإبطاء أو وقف انتشار المرض، 

تذكر أنه ليس هناك حاجة لتخزين أشياء لا يمكنك استخدامها على مدار أسبوعين.

اشترِ الأدوية المهمة.

يمكن أن يساعد الحفاظ على الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية في تخفيف أيّة أعراض قد تواجهها إذا أصبت بالمرض.

جهّز خطة في حال مرضت.

حتى إذا اتبعت جميع التعليمات المُوصى بها أثناء الجائحة، فلا تزال هناك فرصة للإصابة بالمرض، تحدّث مع العائلة والأصدقاء حول ما سيحدث إذا مرضت، بما في ذلك من سيعتني بك وماذا سيحدث إذا احتجت إلى دخول المستشفى.

الأوبئة في القرن الماضي:

لقد شهدنا سبعة أوبئة مثل كوفيد-19 منذ عام 1918، وقد تم تصنيف بعض هذه الأوبئة على أنها جائحات، وكان لها جميعها تأثير خطير على السكان بطريقة أو بأخرى.

الإنفلونزا الإسبانية فيروس (H1N1): عام 1918-1920

أودت جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 بحياة 50 إلى 100 مليون شخص حول العالم.

سبب ما يسمى "بالإنفلونزا الإسبانية" هو فيروس H1N1 وانتشر من الطيور إلى البشر، شهد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات وأقل، من 20 إلى 40 عامًا، و 65 عامًا وأكثر معدلات وفيات عالية.

الإنفلونزا الآسيوية فيروس (H2N2): عام 1957-1958

أودت جائحة إنفلونزا عام 1957 بحياة حوالي 1.1 مليون شخص حول العالم.

سبب "الإنفلونزا الآسيوية" هو فيروس H2N2 الذي انتشر أيضًا من الطيور إلى البشر، هذه السلالة من الإنفلونزا أثرت على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 39 عامًا، ومعظم الحالات حدثت للمراهقين والأطفال.

إنفلونزا هونج كونج فيروس (H3N2): عام 1968-1969

في عام 1968 كان فيروس H3N2 الذي يطلق عليه اسم إنفلونزا هونغ كونغ وباء آخر للإنفلونزا أودى بحياة حوالي مليون شخص.

كان سبب هذه الإنفلونزا هو فيروس H3N2 الذي تطور من فيروس H2N2 منذ عام 1957، وعلى عكس أوبئة الإنفلونزا السابقة، فقد أثر هذا الوباء في المقام الأول على كبار السن.

سارس كوف: عام 2002–2003

كان سارس كوف يسبب الالتهاب الرئوي الذي أودى بحياة أكثر من 770 شخصًا في جميع أنحاء العالم.

كان تفشي سارس كوف سببه فيروس جديد غير معروف المصدر، بدأت معظم الإصابات أثناء تفشي المرض في الصين لكنها انتشرت في النهاية إلى هونغ كونغ وبلدان أخرى حول العالم.

إنفلونزا الخنازير فيروس (H1N1pdm09): عام 2009

كان تفشي إنفلونزا الخنازير عام 2009 سببًا لوفاة ما بين 151,700 إلى 575,400 شخص.

سبب إنفلونزا الخنازير نوع آخر من فيروس H1N1 الذي نشأ من الخنازير وانتشر من خلال الاتصال بين البشر، تم اكتشاف أن جزءًا من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر لديهم أجسام مضادة ضد هذا الفيروس.

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية-كوف: عام 2012-2013

تسبب فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لعام 2012 في حدوث مرضٍ تنفسيٍّ حادٍّ حيث بلغ معدل الوفيات إلى 858 شخصًا.

كان تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بسبب فيروس سارس كوف، حيث انتقل من مصدر حيواني مجهول إلى البشر وتفشى المرض في المملكة العربية السعودية.

الإيبولا: عام 2014-2016

أدى وباء الإيبولا إلى الحمى النزفية الذي أودت بحياة 11300 شخص في غرب إفريقيا.

يعتقد أن وباء الإيبولا انتقل من الخفافيش، وعلى الرغم من أن تفشي المرض بدأ في غرب أفريقيا إلا أنه امتد إلى ثماني دول في المجموع.

كوفيد-19 فيروس (سارس كوف 2): 2019-مستمر

كوفيد-19 جائحة مستمرة حاليًا، هذا مرض جديد سببه فيروس سارس كوف 2، ولا يزال معدل الإصابات ومعدل الوفيات في نمو مستمر.

الاستعداد للوباء هو جهد مجتمعي يمكننا جميعًا المشاركة فيه لتقليل تأثير المرض على مجتمعاتنا وحول العالم.

الخُلاصة:

عندما يظهر مرض جديد هناك احتمال أن تحدث جائحة، ما يعني انتشار المرض في أنحاء العالم، كان هناك العديد من الأوبئة والجائحات في التاريخ الحديث وأحدثها كوفيد-19.

هناك أشياء يمكننا جميعًا القيام بها للاستعداد ولإبطاء أو منع انتشار المرض الجديد.

المصادر: