هل يُسبِّب التَّدخينُ الاكتِئابَ؟

هل يُسبِّب التَّدخينُ الاكتِئابَ؟

مُعظمنا على دِرايَة بالأضرار الصِّحِّيَّة للتّدخين، ولكِن هل يُمكن أن يُؤثِّر التّدخين أيضًا على صِحَّتِنا العقليّة والعاطفيّة؟  تُشير دراسة جديدة إلى أنّ ذلك مُمكِنٌ بعد ما تمَّ العثور على صِلَةٍ بينَ تدخين السّجائر والاكتئاب.

وَجَدَ الأطبّاء أنّ هُنالك أدلّة في الدّراسة تُشير إلى أنّ التّدخين عامل مُؤهِّب للاكتئاب؛ على سبيل المِثال، يُصيب الاكتئاب ضِعْفَ الأشخاص المُدخِّنين بالنِّسبة للأشخاص غَيرِ المُدخِّنين، لكِنّ الأسباب غير واضِحة إلى الآن.

والأغرَبُ مِن ذلك، فَقَدْ وَجَدَتْ دراسات أخرى أنّ الأشخاص الذين لم يُدخِّنوا أبدًا يتمتَّعون بشكل عامّ بجودة حياة أفضل، وقلّة القلق والاكتئاب.

لِذلك، للحُصول على أَجْوِبَةٍ، قرَّر فريقٌ مِن الأطبّاء دراسة العلاقة بينَ الصِّحَّة والتَّدخين على مجموعة من الطُّلاب في صِربِيَا، حيثُ إنَّ أكثر مِن 25٪ مِن الأشخاص الذين يعيشون في صربيا ودُوَلِ أوروبا الشَّرقيّة الأُخرى يُدخِّنون؛ وهذا سببٌ آخرُ يجعل دراسة هذا المَوضوع في هذه الفِئَة مِن السُّكان مَحَلَّ اهتِمام. 

التَّدخين والصِّحَّة النَّفسِيَّة:

تضمَّنَتْ الدِّراسة الجديدة بيانات مِن دراسَتَينِ مُستعرَضَتَينِ جَمَعَتَا معلوماتٍ مِن جامِعَتَينِ (جامعة بلغراد وجامعة بريشتينا)، تَضُمُّ الجامعة الأولى حوَالي 90,000 طالبٍ، والثَّانية تضمّ حوالي 8,000 طالب.

مِن هذا المَجموع سجَّل الباحثون 2,138 طالبًا في دراستهم، شارك الطُّلَّاب في الفحوصات الصّحّيّة المُنتظِمة لِمُدَّة شهرَين عامَ 2009 في جامعة بلغراد، ولمُدّة شهرَين عامَ 2015 في جامعة بريشتينا.

قدّم المُشاركون معلوماتٍ حَوْلَ حياتهم الاجتماعيّة والمادِّيَّة، مثلَ العُمر والحالة الاجتماعيّة ومكان المِيلاد وتعليم الوالِدَين، بالإضافة إلى معلومات عن أيَّةِ أمراضٍ مُزمِنَةٍ مَوجودةٍ مُسبَقًا، كما قدَّمُوا معلوماتٍ حولَ عاداتِهم وأسلوب حياتهم، مثلَ التَّدخين وتعاطِي الكُحُول ومُستويات التّمرين وعادات الأكل.

صنَّف الباحثون الأشخاص الذين يُدخِّنون سِيجارة واحدة على الأقلّ يَوميًّا أو دخَّنوا 100 سيجارة على مَدَى حياتهم على أنَّهم "مُدخِّنُون" لأغراضِ هذه الدِّراسة.

لِتقييم مُستوى الصِّحَّة لَدَى الطُّلّاب، طَلَبَ منهم المَسؤولون عن الدراسة ملءَ استبيانٍ يَضُمُّ 36 سؤالًا عَبْرَ ثمانيةِ أبعادٍ للصِّحَّة، وكانتْ الأبعاد هِي:

  • الأداء البَدَنِيّ.
  • الأداء العامّ.
  • الألم الجَسَدِيّ.
  • الصِّحَّة العامّة.
  • النّشاط والحَيَوِيّة.
  • الأداء الاجتماعيّ.
  • الصِّحَّة النَّفسِيَّة.
  • الأداء العاطِفِيّ.

لِكُلٍّ مِن هذه المَعايير تَقييمٌ بيْنَ 0 إلى 100 يَعكِسُ مُستوى صِحّةَ الشَّخص العقليّة والبدنيّة.

لِتقييم أعراض الاكتئاب للطُّلّاب، استخدَمَ المَسؤولون "استبيانَ تحديد مُستوَى الاكتئاب الذَّاتِيّ" المُكَوَّن مِن 21 بَنْدًا، وكلُّ بندٍ يُقيَّم مِن 0 إلى 3 بمجموعِ 63 نُقطة.

وتُصنَّف النَّتيجة النِّهائيَّة حسبَ مجموع النِّقاط:

  • 13-0 نقطة، تُصنف على أنّها "لا يوجد اكتئاب، أو موجود بمُستوًى مُتَدَنٍ جِدًّا"
  • 19-14 نقطة، تُصنف على أنّها "اكتئاب خفيف"
  • 28-20 نقطة، تُصنف على أنّها "اكتئاب مُتوسّط"
  • 63-29 نقطة، تُصنف على أنّها "اكتئاب حادّ"

التَّبغ يُؤثِّر على الصِّحَّة العقليَّة:

بشكلٍ عامٍّ وَجَدَتْ الدِّراسة أنَّ الحصول على درجة أعلى في الاستبيان كان مُرتبِطًا بالتَّدخين؛ علاوةً على ذلك، وجدتْ الدّراسة أنّ الطُّلاب الذين كانوا يُدخّنون أكثر عُرضةً للإصابة بالاكتئاب السَّريريِّ مَرَّتَينِ إلى ثلاث مَرَّاتٍ مِن أولِئك الذين لم يُدخِّنوا أبدًا.

في جامعة بريشتينا، كان 14٪ مِن المُدخّنون يعانون من الاكتئاب، في حين أنّ 4٪ فقط من أقرانِهم غير المدخنين لديْهم اكتئاب. ومن المُدخّنون في جامعة بلغراد كان 19٪ يعانون من الاكتئاب مُقارنةً بـ 11 ٪ من أولئك الذين لا يُدخّنون.

قال المَسؤولون عن الدّراسة أنّ "هذه النّتائج تُسلِّط الضَّوْءَ على الحاجة إلى مَزيدٍ من البَحث حولَ العلاقة بينَ التَّدخين والصّحّة العقليّة"، وحذَّرُوا مِن مَخاطر التّدخين.

المصدر: